Search
Close this search box.

يسعى الأردن إلى الاستثمار في مصادر الطاقة الخضراء المتوافرة في المملكة، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح في محاولة منه للتقليل من الوقود المستورَد، والاحتفاظ بالنقد الأجنبي الذي ينفق غالباً على شراء الطاقة غير المتجددة أو مصادرها كالنفط الخام وغيره؛ لذلك سارعت الحكومة الأردنية إلى إصدار القوانين وتقديم التسهيلات لتنفيذ مشاريع الطاقة البجيلة، وفتح الباب أمام الشركات الناشطة في هذا المجال.

يُقدّم لك هذا المقال شرحاً مفصَّلاً عن قطاع الطاقة المتجددة في الأردن، ومصادرها المتوافرة في المملكة، وتعريفاً بالجامعات الأردنية التي تُدرّس هندسة الطاقة المتجددة، بالإضافة إلى تعريف بالقانون الصادر لدعم المجال الاستثماري في هذا القطاع، وأخيراً يقدّم إشارة لبعض الأبحاث والكتب التي تناولت هذا الموضوع.

اقرأ أيضاً الطاقة النظيفة في الأردن والعالم العربي – تطبيقاتها ومستقبلها (2022)

تخصص هندسة الطاقة المتجددة في الجامعات الأردنية

هندسة الطاقة المتجددة واحدة من فروع الهندسة التي تختص في دراسة إنتاج الطاقة من مصادر متجددة من أجل استخدامها في مجالات الحياة المختلفة. ونتيجة الارتفاع المستمر في أسعار الطاقة التقليدية، وتزايد الحاجة إلى الطاقة مع التزايد السكانيّ الكبير، يزداد الطلب على دراسة هذا التخصص من أجل تلبية الاحتياج من الطاقة من مصادر بديلة متجددة تسدّ حاجة البلدان ،ومنها الأردن الذي يستورد أكثر من 93% من طاقته الإجمالية.

تُغطي الاختصاصات الجامعية في دراسة الطاقة المتجددة الجانبَ النظري الذي يجمع بين هندسة الكهرباء والهندسة الميكانيكية الحرارية، ويتناول مجالات الطاقة المختلفة ومصادرها المختلفة المتجددة وغير المتجددة، وكيفية استخداماتها بتقنيات الطاقة النظيفة كالخلايا الكهروضوئية والطاقة الشمسية الحرارية وغيرها.

تُدرِس العديد من الجامعات الأردنية هذا التخصص ومنها:

معدل قبول هندسة الطاقة المتجددة في الأردن

 يتراوح معدل قبول هندسة الطاقة المتجددة في الأردن بين معدل قبول  80.0%  وحتى 90% حسب الجامعة وسنة التقديم.

اقرأ أيضاً الآفاق المستقبلية لهندسة الطاقة المتجددة 2022

مشاريع الطاقة المتجددة في الأردن

تُصنف المملكة الأردنية من بين الدول المستوردة للطاقة، ما يعني ضغطاً كبيراً على ميزانية الدولة وحاجة مستمرة إلى العملات الأجنبية، استدعى هذا الأمر المملكة الهاشمية إلى التفكير بحلول طاقة بديلة، وهذه الحلول تتصدرها الطاقات البديلة، لغنى المملكة فيها ولا سيما الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسبب موقع المملكة الجغرافي.

تقع المملكة الأردنية في منطقة الحزام الشمسي ما يجعلها تحصل على كمية طاقة شمسية عالية، حيث يصل عدد الأيام المشمسة في المملكة 316 يوماً في العام بمعدل 8 ساعات يومياً، من ناحية أخرى، تعدّ العديد من المناطق في المملكة مكاناً مناسباً لبناء محطات لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح نتيجة وصول سرعة الرياح فيها بين 7 إلى 8.5 متر في الثانية وهي سرعات ملائمة.

بدأت المملكة الهاشمية بتنفيذ هذه الخطوات على أرض الواقع منذ عام 2012، بإصدار عدد من الأنظمة والقوانين وأولها قانون الطاقة المتجددة وترشيد الطاقة رقم 13 كخطوة لتشجيع التوجه في هذا الاتجاه، وفتح الباب الاستثماري فيه، متعاونة مع العديد من الجهات والمراكز المتخصصة لتحسين هذا القطاع وتنفيذ عدد من المشاريع وتوقيع العديد من الاتفاقيات لإقامة مشاريع مستقبلية، ومن أبرز المشاريع التي نفذتها المملكة الأردنية:

اقرأ أيضاً محطة بينونة للطاقة الشمسية 2022 – GEA

أهمية مشاريع الطاقة النظيفة للأردن

يزداد اعتماد المملكة الأردنية على مصادر الطاقة البديلةكأحد الحلول البديلة للمشكلات التي تعاني منها من على الصعيد الاقتصادي والبيئي، فتلجأ إلى إنجاز العديد من المشاريع الخاصة بالطاقات المتجددة وتوقيع اتفاقيات لمشاريع مستقبلية. كما وبدأ الأردن فعلياً في استغلال الطاقة الشمسية لأغراض محلية، تتمثل في تغطية الاحتياج اليومي من الطاقة للمنازل ودور العبادة، إضافة إلى البدء في إدخالها القطاعات التجارية والصناعية.

من ناحية أخرى، توفر هذه المشاريع فرص عملٍ جديدةٍ للشباب الأردني، وتسهم في تقليل معدل البطالة في الأردن نتيجة الاحتفاظ بالنقد الأجنبي الذي يُرسل لاستيراد البترول ومشتقاته في خزينة الدولة واستثمارها في مشاريع تُسهم في الحد من البطالة.

مصادر الطاقة المتجددة في الأردن

تتعدد مصادر الطاقة البديلة في الأردن، وفي مقدمتها الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بسبب الموقع الجغرافي للمملكة، بالإضافة إلى الكتلة الحيوية والمخلفات:

وضع الطاقة المتجددة في الأردن

تُوجه انتقادات للأردن بسبب عدم استغلاله لمصادر الطاقة الموجودة التي يمتلكها بالشكل الكافي في معالجة التغيرات المناخية وندرة المياه والقلة في مصادر الطاقة.  وبحسب لجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (الإسكوا)، فإن استغلال الأردن لطاقته المتجددة يشكل أقل من 10% في عام 2017    ( أقل من 1% في مجال الرياح والهيدرو، وأقل من 4% في الطاقة الشمسية)

اقرأ أيضاً الطاقة النظيفة في الأردن والعالم العربي – تطبيقاتها ومستقبلها (2022)

قوانين الطاقة المتجددة في الأردن

قانون الطاقة الخضراء في الأردن

اتجه الأردن باتجاه الاستثمار في الطاقة المتجددة منذ عام 2012 بإقراره  قانون رقم 13 الخاص بالطاقة المتجددة وترشيد الطاقة الأردنية؛ اشتمل القانون على 19 مادة تعطي التسهيلات أمام الاستثمار في قطاع الطاقة البديلة، وتوزع الصلاحيات على الوزارة المختصة والجهات المتخصصة، وتوضح الإجراءات الكاملة المتعلقة ببيع الطاقة الكهربائية المتولدة من الطاقة النظيفة والتكاليف المتعلقة بها، وتغطي الجانبَ الضريبي المتصل بقطاع الطاقة المتجددة، وتقرّ في إحدى مواده إنشاء صندوق تشجيع الطاقة البديلة وترشيد الطاقة، مع تحديد صلاحيات اللجنة المسؤولة على الصندوق، والتعيينات المرتبطة به، والجانب المالي الخاص به، وأخيراً الأحكام القانونية التي يخضع لها هذا القانون.

مؤتمرات الطاقة النظيفة في الأردن

حرص المسؤولون الأردنيون على تقليل اعتماد المملكة على استيراد الوقود الأجنبي الذي كانت تعتمد عليه في إنتاج 97% من طاقتها الكهربائية، فوضع الأردن خطة تمكُّنه من توليد 20% من طاقته الكهربائية عن طريق الطاقة النخضراء بحلول عام 2020؛ وبدأت المملكة الأردنية تهتم باستضافة المؤتمرات الخاصة بكل ما يتعلق بالطاقة البديلة.

من هذه المؤتمرات

1- المؤتمر العربي الأول للطاقة المتجددة عام 2011

استضافت عمّان المؤتمر تحت عنوان “البحث في سبل النهوض بالقطاع وتأطير الجهود العربية العاملة فيه”، وناقش المؤتمر سبل إقامة روابط بين الأطراف الراغبة في دخول سوق الطاقة البديلة الناشئ في المنطقة. عُقدت دورتان تدريبيتان على هامش المؤتمر، وخرج المؤتمر بالتوصيات التالية:

2- المؤتمر الدولي للطاقة المتجددة عام 2013

انعقد المؤتمر تحت شعار “الطاقة المتجددة ومستقبلها في العالم العربي”، ودعا إلى النقاط التالية:

وخرج بعدد من التوصيات:

3- المؤتمر السادس للطاقة المتجددة في المناطق الصحراوية 2018

انطلق هذا المؤتمر من أهمية موضوع الطاقة في الأردن، والتزايد المستمر لاستخدامات الطاقة النظيفة، مركزاً على تطبيقات الطاقة البديلة في المناطق الصحراوية، وعلى مناقشة مواضيع الاستثمار  في الطاقة البديلة والتعليمات والأنظمة ذات الصلة.ناقش المؤتمر وضع الطاقة في الأردن والاستهلاك المنزلي للكهرباء، وتأثيرات تكنولوجيا طاقة الرياح على تكلفة الطاقة في المناطق الصحراوية، وآليات تقليل انبعاث غاز الكربون ، وتقنيات تحول الطاقة الشمسية.

إحصائيات الطاقة البديلة

أعلنت وزارة الطاقة والثروة المعدنية في الأردن عن إحصائية تتضمن عدد أنظمة الطاقة الخضراء المركبة وقدرتها.

إحصائية تتضمن عدد أنظمة الطاقة الخضراء المركبة وقدرتها

بلغت القدرة الإجمالية لأنظمة الطاقة المتجددة التي رُبطت مع الشبكة الكهربائية في الأردن 2063 ميغا وات موزعة وفق ثلاثة أنظمة (نظام العبور، نظام صافي القياس، ونظام تجاري)

حيث تُغطي الطاقة الكهربائية المنتجة من هذه المشاريع ما يعادل 20% من استهلاك المملكة من الكهرباء، ويُقدر أن تصل مساهمة الطاقة النظيفة في خليط الطاقة الكهربائية عام 2030 نسبة 31% مقارنةً  مع 1% في عام 2014 بحسب تصريح وزيرة الطاقة والثروة المعدنية الأردنية.

إحصائيات الطاقة المتجددة في الأردن

تُظهر الإحصائية توسّع تركيب أنظمة الطاقة الشمسية المنزلية، حيث ارتفع عدد الأنظمة المركبة وفق نظام صافي

القياس من 5537 عام 2019  إلى 9018 عام 2020.

وبحسب التقارير السنوية لشركات توزيع الكهرباء العاملة في المملكة الأردنية، بلغ عدد أنظمة الطاقة الشمسية المربوطة على شبكات التوزيع في الأردن مع نهاية عام 2020 حوالي 24 ألف نظام بقدر إجمالية 651 ميجا وات (صورة)

وكانت الحصة الأكبر لهذا الربط ضمن مناطق امتياز شركة الكهرباء الأردنية بقدرة إجمالية 380 ميجا وات (58.3%) من قدرة إجمالي المشاريع المركبة على شبكات التوزيع في الأردن (صورة).

يُعدّ عام 2020 العامَ الأول الذي بدأ فيه انخفاض معدل نمو حجم أنظمة الطاقة الشمسية الكهروضوئية التي يتم ربطها سنوياً، إذ تم ربط ما قدرته 124 ميغا وات عام 2020 مقارنة بعام 2019 (163.7)   (صورة)

صندوق الطاقة المتجددة في الأردن وترشيد استهلاك الطاقة

تأسس الصندوق بموجب المادة 12 من قانون الطاقة المتجددة رقم 13 لعام 2012 وهو تابع لوزارة الطاقة والثروة المعدنية، ويهدف إلى توفير التمويل اللازم لمشاريع الطاقة النظيفة وترشيد استهلاك الطاقة، وفي عام 2015 صدر نظام صندوق الطاقة المتجددة رقم 49 الذي ينظم آليات عمل الصندوق.

نفّذ الصندوق عدة مشاريع بهدف رفع كفاءة استخدام الطاقة والتوسع في استغلال الطاقة البديلة في مختلف القطاعات الاقتصادية؛ تتوزع برامج عمله في واحدة من الأشكال التالية:

أسماء الشركات العاملة في الأردن

أبحاث عن الطاقة البديلة في الأردن

وفي ضوء اهتمام المملكة المتزايد بالطاقات المتجددة، ظهرت العديد من الأبحاث والدراسات التي تناولت إمكانية استثمار الأردن في هذا القطاع، ومنها:

كتب حول الطاقة المتجددة في الأردن

ظهر كتاب بعنوان: “الطاقة المتجددة في مصر والأردن – الوضع الحالي والإمكانيات المستقبلية”؛ شارك في تأليفه الدكتوران: محمد الخياط، ماجد محمود من مصر؛ والدكتوران: أحمد السلايمة وخولة سبتان من الأردن.

شكل إصدار هذه الكتاب فرصة جيدة لتقديم نظم الطاقة البديلة من مصر والأردن لأعداد كبيرة من المستفيدين، ولتشجيع الإدارة السياسية في البلدين للعمل الجدي في هذا القطاع من أجل مستقبل مستدام.

يناقش الكتاب مسألة الاعتماد غير المتوازن على مصادر الطاقة الخضراء وتأثيراتها، ويلقي الضوء على قلة التنفيذ السياسي في هذا المجال رغم غنى منطقة الشرق الأوسط بمصادرها.

ختاماً، بدأ الأردن يخطو خطوات حقيقية في مسار الاستثمار في القطاعات المتجددة، ساعياً لتحقيق الاكتفاء الذاتي من حاجته من الطاقة، وتحقيق الاستقلال الطاقيّ. عسى أن تحذو باقي الدول العربية حذوه، وتبدأ في استغلال مواردها من الطاقة النظيفة. هل تجد أن الأمر يستحق هذا الاهتمام من الدول، ويعود عليها بنتائج جيدة؟ وشاركنا في التعليقات عن الخطوات العملية التي تتخذها دولتك في هذا المسار.