Search
Close this search box.
الطاقات المتجددة حل الأردن بوجه أزمات الطاقة العالمية

تعاني الدول كلها على المستوى العالميّ حالياً من مشكلة الحصول على كفايتها من الطاقة، حتى إن العالم دخل في أزمة طاقة عالمية ناتجة عن التجاذبات السياسية، وعدم انتظام سلاسل التوريد في السنوات الأخيرة؛ الأمر الذي تسبّب بارتفاع مستوى المنافسة والقلق في آنٍ معاً، ما دفع إلى إطلاق جرس الإنذار والتفكير بحلولٍ بديلةٍ للحصول على الطاقة قبل فوات الأوان، وبالطبع، تزداد أزمة الطاقة كلما كان البلد مستهلِكاً للطاقة، ويتفاقم الأمر عندما يكون الاعتماد الأساسي على الاستيراد، ما يعني ضغطاً أكبر على ميزانية الدولة. 

تتصدّر الأردن قائمة البلدان العربية في الاستهلاك الطاقيّ القائم على الاستيراد من البلدان المجاورة، ما تسبّب مع مرور الوقت إلى ظهور انعكاساتٍ سلبيةٍ بشأن ميزانيتها بالإضافة إلى حاجتها إلى المزيد من الطاقة لتلبية الطلب عليها.

نناقش في هذا المقال انعكاسات أزمة الطاقة العالمية على الأردن، والإجراءات والحلول التي تتخذها  المملكة من أجل الخروج منها بأقل الأضرار الممكنة.

أزمة الطاقة العالميّة وأسبابها

بدأت الدول على مستوى العالم تُطلق تحذيراتٍ بخصوص الافتقار إلى الأمان الطاقي، بالتزامن مع ظهور العديد من المشكلات والعوامل التي تسبّبت في تسريع وتيرة الأزمة في مجال الطاقة على مستوى العالم، أهمها الإغلاق بسبب جائحة الكورونا، ومؤخراً الحرب الأوكرانية العامل الأبرز في تأزيم المشكلة عالمياً، على الرغم من وجودها ولكن بوتيرة أبطأ.

اقرأ أيضاً تأثير الحرب الأوكرانية على التحوُّل الطاقي في أوروبا

تعود مشكلة الطاقة إلى عدد من المشكلات والعوامل، نناقش في هذه الفقرة أهمها

1- المشكلات المناخية 

تتمثل أبرز التغيّرات المناخية التي باتت تشكل تهديداً جدياً في مشكلتين رئيستين هما: ظاهرة الاحتباس الحراري ومشكلة الجفاف مؤخراً التي تسبّبت في انخفاض معدل الكهرباء المتولّدة من الطاقة الكهرومائية؛ وقد أدى هذا الانخفاض في كمية الطاقة الكهربائية إلى زيادة الطلب على الغاز الطبيعي.

المشكلات المناخية واحدة من مشكلات أزمة الطاقة العالمية

2- ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري وفي مقدمتها الغاز الطبيعي

يشهد العالم مؤخراً ارتفاعاً كبيراً في أسعار الوقود الأحفوري؛ نتيجة الخلل والاضطراب في قدرة قطاع الطاقة على تلبية الحاجة منها. إضافة إلى ذلك، افتقار الدول إلى المخزون الاستراتيجي من الطاقة؛ نتيجة اعتمادها بصورة أساسية على مصادر محدودة من الطاقة مترافقاً ذلك مع زيادة هائلة في الطلب على الطاقة الذي أدّى إلى ارتفاع أسعار الوقود، ولا سيما الغاز الطبيعي. 

3- تراجع الاستثمار في مجال النفط والغاز

استثمرت شركات الطاقة في النفط والغاز بمعدل أقل مع ظهور الأزمات الأخيرة، التي تسبّبت في انخفاض الأسعار في السوق العالمية؛ حيث تخوّفت الشركات من رفع البنوك المركزية لأسعار الفائدة، بسبب نقص الإمدادات من الطاقة أو ارتفاع السعر بسبب زيادة الطلب.

اقرأ أيضاً ما هي الطاقة غير المتجددة وهل يجب استبدالها بالطاقات المتجددة؟

تراجع استثمار المملكة  الأرنية في الوقود الأحفوري في مقابل الطاقة المتجددة

انعكاس أزمة الطاقة العالمية على الأردن

يتأثّر الأردن بالأزمة العالمية الطاقية، حيث إنه بسبب افتقاره إلى حقول النفط والغاز يعتمد بدرجة كبيرة على إيرادات الطاقة من الخارج، التي تصل ما يقارب 93%  ما يعادل 3.5 مليار دولار سنوياً ينفقها على الطاقة، ويضع عبئاً كبيراً على ميزانية الدولة يتزايد بازدياد أسعار النفط وأسعار المشتقات النفطية.

تشكل فاتورة الطاقة المستوردة أحد أهم التحديات الاقتصادية التي تواجه الأردن، التي تتسبّب مع مرور الوقت بارتفاع نسبة الدين العام، وارتفاع معدل البطالة والفقر بين السكان، إضافة إلى تباطؤ وتراجع حركة الاستثمار.

خطوات الأردن في تجاوز أزمة الطاقة العالمية

يسعى الأردن جاهداً إلى التخفيف من الأعباء الاقتصادية على ميزانية الدولة، بالبحث عن حلول وبدائل أهمها التحول إلى الطاقة الخضراء، والوصول إلى الاعتماد الكامل عليها، على اعتبار أن الأردن غنية بالبنية التحتية الخاصّة بالطاقات المتجدّدة، وعلى وجه التحديد الشمس والرياح نتيجة موقع المملكة الأردنية الجغرافي في منطقة الحزام الشمسيّ، وعدد أيامه المشمسة تصل إلى 330 يوماً شمسياً سنوياً في بعض مناطقها، إضافة إلى غنى بعض مناطق المملكة برياح مثالية في سرعتها لتوليد الكهرباء من طاقة الرياح. 

اقرأ أيضاً الطاقات المتجددة حل الأردن بوجه أزمات الطاقة العالمية

واستثماراً منها في ثروتها من طاقتي الشمس والرياح، أنشأت المملكة عدداً من محطات توليد الطاقة الشمسية ومزارع الرياح، وتحرص على تشجيع الشركات في قطاع الطاقات المتجدّدة للاستثمار داخل أراضيها.

خطوات الأردن في تجاوز أزمة الطاقة العالمية

إلى جانب ذلك، تم الكشف عن إمكانية وجود غاز طبيعي على الحدود الأردنية العراقية، في حقل غاز الريشة في محاولة من المملكة لتنويع مواردها المحلية من مصادر الطاقة، وصولاً إلى تقليل الواردات من الوقود الأجنبي باهظ التكلفة حتى تحقيق الاستقلال الطاقيّ الكامل. ومن الجدير ذكره أنه حتى عام 2022، بلغ إنتاج حقل الريشة ما نسبته 5% من استهلاك المملكة من الغاز الطبيعي.

ختاماً، أصبحت مشكلة الطاقة أزمة حقيقيّة تحتاج من الدول إلى التفكير ببدائل وحلول على المدى الطويل وليس مجرد حلول مؤقتة؛ الأمر الذي يجعل من الطاقات المتجددة الخيار الأمثل. فما الخطوات العملية التي بدأ بلدك في اتخاذها للحد من انعكاسات الأزمة العالمية للطاقة التي امتدّت لتطال الجميع؟ وما دور الطاقات المتجدّدة فيها؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *