Search
Close this search box.
التكنولوجيا النظيفة الطريق إلى المستقبل

يعد مصطلح التكنولوجيا النظيفة قليل التداول على الرغم من انتشار التوجه الدولي إلى عالم أخضر نظيف، ما يستلزم التعريف به لتلازم المفهومين وارتباطهما الشديد.

نستعرض في هذا المقال تعريف مفهوم التكنولوجيا النظيفة، وأهميتها، والاستثمارات فيها مع أهم الدول الرائدة في هذا المجال، وإلقاء الضوء على إيجابيات هذه التكنولوجيا الجديدة وسلبياتها.

تعريف التكنولوجيا النظيفة

يشير مصطلح التكنولوجيا النظيفة CleanTech إلى مختلف الشركات والتقنيات التي تساهم في   تحسين الاستدامة البيئية، ويعني أيضاً الطرق الممكنة للحد من التأثير البيئي السلبي للتكنولوجيات التقليدية، مثل طاقة الفحم أو الغاز الطبيعي.

تشمل فكرة التكنولوجيا النظيفة -في السياق التكنولوجي- جميع الممارسات التي يهدف بها قطاع التكنولوجيا إلى خلق قيمة مضافة على المستوى البيئي.

تتضمن التكنولوجيا النظيفة مجموعة واسعة من التقنيات المتعلقة بإعادة التدوير والطاقة المتجدّدة وتكنولوجيا المعلومات والنقل الأخضر والمحركات الكهربائية والكيمياء الخضراء والإضاءة .

تاريخ التكنولوجيا النظيفة

يعود أصل مصطلح التكنولوجيا النظيفة إلى مجتمع رأس المال الاستثماري (VC) الذي تداول المصطلح للمرة الأولى في أواخر التسعينيات وأوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين.

قبل ذلك، استُخدم المصطلح ذاته للإشارة إلى مجموعة واسعة من التقنيات والممارسات من قبيل إنتاج الطاقة الشمسية وطاقة الرياح إلى إضافة للإجراءات التي يمكن أن تزيد من الكفاءة في سلاسل التوريد وخطوط الإنتاج. 

أهمية التقنية النظيفة

تساهم التكنولوجيا النظيفة في تسخير الموارد المتجدّدة ومصادر الطاقة، وتقليل استخدام الموارد الطبيعية، وتخفيض الانبعاثات والنفايات أو إزالتها، وتلعب دوراً هاماً في زيادة الوظائف المتعلقة بالقطاعات المختلفة، مثل: منشئي الألواح الشمسية ومهندسي العمليات المدنية والفنيين وموظفي التصنيع – إلى جانب مجموعة واسعة من المهن المتعلقة بالتجارة المطلوبة لتركيب وصيانة مرافق التكنولوجيا النظيفة.

على مستوى الشركات، يمكن أن تقلل التكنولوجيا النظيفة من الملوثات الناتجة عنها بغض النظر عن الصناعة التي تعمل فيها، كما وأصبح استخدام التكنولوجيا النظيفة يعدّ ميزة تنافسية مع نظيراتها التقليدية، إن لم تكن متفوقة عليها.

اقرأ أيضاً الجدوى الاقتصادية للطاقة المتجددة 2022

ومن أجل الحد من الاحتباس الحراري إلى 2%، تركّز التكنولوجيا النظيفة على تقنيات التقاط الكربون وتخزينه. مثل هذه التقنيات ذات الانبعاثات السلبية (NET) لا غنى عنها في معالجة مشكلات المناخ، حتى إن الكثير من الشركات تعمل على إنتاجها، مثل: شركة Climeworks التي تطوّر مكانس كهربائية لثاني أكسيد الكربون، وشركة Daan Roosegaarde  التي تستخدم تقنية التأين.

سمات التكنولوجيا النظيفة

تتميز التكنولوجيا النظيفة بثلاث خصائص رئيسة تتلخص في:

إيجابيات وسلبيات التقنية النظيفة:

 الإيجابيات

السلبيات

الفرق بين تكنولوجيا المناخ والتكنولوجيا النظيفة

لطالما عُدّت التكنولوجيا جزءاً أساسياً من المشكلات المناخية ومكوناً هاماً في حلها، فكان نتيجة ذلك ظهور نوع جديد من التكنولوجيا تحت مسميات عدة منها التكنولوجيا الخضراء، أو التكنولوجيا البيئية، أو النظيفة تشمل مجالًات متنوعة من الطاقة وعلوم الغلاف الجوي والزراعة وعلوم المواد والهيدرولوجيا.

تهدف إلى تقليل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون وغازات الدفيئة الأخرى، من أجل الحد من تغير المناخ. تعد الطاقة الشمسية هي واحدة من أنجح التقنيات الخضراء، وهي الآن أرخص في الانتشار من الوقود الأحفوري في العديد من البلدان.

ترتبط تكنولوجيا المناخ بالتكنولوجيا النظيفة، وتشير إلى المنتجات أو الخدمات التي تحسن الأداء التشغيلي مع تقليل التكاليف أو استهلاك الطاقة أو النفايات أو الآثار السلبية على البيئة، وتهدف إلى حماية البيئة وإصلاح الأضرار التي لحقت بالبيئة في الماضي والحفاظ على الموارد الطبيعية للأرض. 

تطبيقات التكنولوجيا النظيفة

تغطي صناعة التكنولوجيا النظيفة مجالات متعددة مثل: الطاقات المتجددة، وتحسين طاقة الشبكة الذكية، وكفاءة الطاقة، ومعالجة النفايات، والنقل، وتحسين كفاءة العملية الصناعية بهدف تقليل استهلاك الموارد.

تتعدد أشكال التكنولوجيا النظيفة وتطبيقاتها، ونذكر في هذه الفقرة أهم خمسة أشكال:

1- الطاقة البديلة

الطاقة الشمسية وطاقة الرياح مصادر بديلة للطاقة لا تولد الكربون في الغلاف الجوي

من أجل توفير بديل قابل للتطبيق للوقود الأحفوري، تسعى العديد من الشركات إلى هندسة مصادر بديلة للطاقة لا تولد الكربون في الغلاف الجوي. تعد الطاقة الشمسية وطاقة الرياح الآن من بين مصادر الطاقة غير المكلفة، والألواح الشمسية في متناول أصحاب المنازل في الولايات المتحدة على نطاق المستهلك. ولا يزال يتعين نشر بدائل أخرى، مثل الطاقة الحرارية الأرضية وطاقة المد والجزر، على نطاق واسع.

2- السيارات الكهربائية

السيارات الكهربائية أحد أشكال التقنية النظيفة

تركز العديد من الشركات المصنعة على إيجاد طرق لتقليل انبعاثات السيارات، إما عن طريق تصميم محركات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود أو التحول إلى الطاقة الكهربائية، مع العلم أن الأمر يتطلب تصنيع بطاريات عالية السعة قابلة لإعادة الشحن ببنية تحتية مناسبة.

3- الزراعة المستدامة

وللزراعة والماشية بصمة بيئية كبيرة بدءاً من ارتفاع تكاليف استخدام الأراضي والمياه إلى الأضرار البيئية لمبيدات الحشرات والأسمدة ومخلفات الحيوانات. ما يعني حاجة ماسة للتكنولوجيا الخضراء في مجال الزراعة، فعلى سبيل المثال، يمكن لتقنيات الزراعة العضوية أن تقلل من الضرر الناجم عن استنفاد التربة، وللابتكارات في علف الماشية أن تقلل من انبعاثات الميثان، ولبدائل اللحوم أن تقلل من استهلاك الماشية.

4- إعادة التدوير

إعادة التدوير شكل من أشكال التقنية النظيفة

تسعى تقنية إعادة التدوير إلى الحفاظ على الموارد النادرة عن طريق إعادة استخدام المواد أو العثور على بدائل مستدامة. ولا يقتصر الأمر على البلاستيك والزجاج والورق والنفايات المعدنية، بل يمكن تطبيق هذه التقنية لاستعادة مواد أولية غالية الثمن من قطع غيارات السيارات أو النفايات الإلكترونية على سبيل المثال.

5- احتجاز الكربون

يقصد باحتجاز الكربون العمليات التي تهدف  إلى إزالة غازات الاحتباس الحراري وعزلها، إما بالاحتراق أو من الغلاف الجوي علماً أن  منشآت احتجاز الكربون بسعتها القصوى تستطيع أن تمتص 4000 طن من ثاني أكسيد الكربون سنوياً.

6- إدارة الطاقة

تساعد تكنولوجيا إدارة الطاقة على تحسين كفاءة استخدام الطاقة التي يمكن أن تقلل من انبعاثات غازات الدفيئة، وتشمل تقنيات مثل الإضاءة الموفّرة للطاقة.

7- إدارة النفايات

 تنطوي تكنولوجيات إدارة النفايات على تقليل كمية النفايات المنتجة، مما يساعد على حفظ الموارد والحد من التلوث، ويشمل تكنولوجيات مثل إعادة التدوير والسماد.

8- تخزين الطاقة 

تخزين الطاقة تقنية نظيفةذات أهمية لمصادر الطاقة المتجددة غير المستقرة

تساعد تقنيات تخزين الطاقة على تخزين الطاقة بحيث يمكن استخدامها عند الحاجة، وتشغل أهمية خاصة لمصادر الطاقة غير المستقرة مثل الطاقة الشمسية والرياح.

9- الشبكة الذكية 

الشبكة الذكية هي شبكة كهرباء تستخدم التكنولوجيا الرقمية لتوفير الطاقة وتقليل التكاليف وتحسين الموثوقية.

الاستثمار في التكنولوجيا النظيفة

أصبحت التكنولوجيا الخضراء أيضاً صناعة مزدهرة اجتذبت كميات هائلة من رأس المال الاستثماري، كما شهد هذا القطاع إقبالاً شديداً للاستثمار فيها؛ ففي عام 2006، تم استثمار 75 مليار دولار في مشاريع التكنولوجيا النظيفة وشركاتها في جميع أنحاء العالم، ثم تراجعت استثماراتها بين عامي  2008 و2016 بسبب العائد القليل من الأرباح، بخلاف الآمال والتوقعات والأزمة المالية العالمية في 2008 والحاجة إلى وقت طويل لإثبات الأهمية التقنية – الاقتصادية والصناعية- لهذه الحلول المبتكرة.

اقرأ أيضاُ الاستثمارات في الطاقة المتجددة في المنطقة العربية 2022

عادت للنمو من جديد منذ تسليط الضوء عليها عام 2000، فوفقاً لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، تلقّت شركات طاقة الرياح والطاقة الشمسية والوقود الحيوي تمويلاّ جديداً بقيمة 148 مليار دولار في عام 2007، حيث شجّع ارتفاع أسعار النفط وسياسات تغير المناخ الاستثمار في الطاقة المتجدّدة، منها 50 مليار دولار ذهب لطاقة الرياح. بشكل عام، ارتفع الاستثمار في صناعات الطاقة النظيفة وكفاءة الطاقة بنسبة 60% بين عامي 2006 و 2007.

الهند هي واحدة من البلدان التي حققت نجاحاً ملحوظاً في التنمية المستدامة من خلال تطبيق التكنولوجيا النظيفة، وأصبحت قوة عالمية للطاقة النظيفة من خلال وضع الخطط الفعلية في الاستثمار في مجال الطاقة المتجدّدة.

كانت ألمانيا واحدة من الشركات الرائدة في مجال الطاقة المتجدّدة في العالم، بهدف تحديد استخدام الطاقة المتجدّدة في 80% بحلول عام 2050.

لفتت أفريقيا والشرق الأوسط الانتباه في جميع أنحاء العالم؛ لحصتها المحتملة وسوقها الجديدة من الكهرباء الشمسية. والجدير بالذكر أن بلدان الشرق الأوسط تستخدم مواردها الطبيعية، وهي كمية وفيرة من النفط والغاز، لتطوير الكهرباء الشمسية. 

شركات التكنولوجيا النظيفة عالمياً 

يبدو مستقبل التكنولوجيا النظيفة واعداً، لأن الطاقات النظيفة تعدّ أحد أهم أشكال الطاقة التي سيتم استخدامها في المستقبل القريب والبعيد، ما استدعى ظهور عدد من الشركات الناشئة في هذا المجال نذكر بعض منها: 

مستقبل التكنولوجيا النظيفة

يتزايد استهلاك الطاقة على مستوى العالم، ومن المتوقع أن يزداد أكثر نتيجة النمو السكاني والاقتصادي. على الرغم من وجود إمكانات كبيرة لاستخدام مصادر طاقة أنظف، فقد يكون من الصعب تنفيذ مثل هذه التكنولوجيات دون دعم حكومي.

في السياق ذاته، ساهم القطاع الخاص في إيجاد طرق مبتكرة لتوليد الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات الضارة، ويشارك بنشاط في أنشطة البحث والتطوير والتسويق لتطوير تقنيات أنظف مثل السيارات الكهربائية، وأنظمة الطاقة القائمة على البطاريات، وتوليد الطاقة المتجدّدة، وتقنيات خلايا وقود الهيدروجين.

في المستقبل القريب، سيزداد قطاع التكنولوجيا النظيفة في النمو، وقد شرعت عديد من البلدان بالفعل في اتخاذ خطوات للحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري والاستثمار في تطوير الطاقة الخضراء.

ختاماً، يشمل استخدام التكنولوجيا النظيفة جعل المنتجات والخدمات أكثر صداقة للبيئة وأكثر كفاءة، ومن ثم الحد من التأثيرات البيئية السلبية، إذ ما تزال مجال عمل ناشئ يتسم بالابتكار والاستدامة، ويحتاج إلى المزيد من البحث والدراسة والاستعداد الكافي.

المصادر

Cleantech

A brief history of cleantech

CLEAN EDGE

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *