Search
Close this search box.

الوقود الأحفوري-بدائله وكيفية الاستغناء عنه

الوقود الأحفوري مشكلة عالمية تحتاج إلى حل بديل

يشكّل الوقود الأحفوريّ  بأشكاله كلّها عصب الحياة الاقتصادية والاجتماعية على المستوى العالميّ، ولكنّ ما نعيشه من مشكلات يُعزى السبب الرئيس فيها إلى حرق الوقود الأحفوري يحتّم علينا السعي للاستغناء عنه، والتحوّل إلى البدائل النظيفة لمواجهة المشكلات العالمية، وإن كان لا بدّ أن يتمّ بصورة تدريجيّة.

نناقش في هذا المقال الوقود الأحفوريّ، إيجابياته وسلبياته، ما هي البدائل المثلى له، وبالطبع المشكلات العالميّة الناتجة عنه، وختاماً ما هي الخطوات العملية لتنفيذ عملية التحوّل إلى الطاقات النظيفة؟.

الوقود الأحفوري

لا يقتصر مصطلح الوقود الأحفوريّ على مادة واحدة بعينها، بل يمتدّ ليشمل أي مادة تحتوي الهيدروكربونات، وتوجد في باطن الأرض، وتصلح لاستخدامها كمصدر وقوديّ.

تتعدّد مصادر الوقود الأحفوريّ الذي يشتمل على: الفحم، النفط، الغاز الطبيعي، القار، رمال القطران، الزيوت الثقيلة، وتشترك جميعها في وجود عنصر الكربون فيها، وأن تشكّلها حصل نتيجة عمليات بيولوجية على بقايا مواد عضوية ناتجة من عملية التركيب الضوئي.

تمتاز جميع مصادر الوقود الأحفوري بقابليتها للاحتراق من خلال الاتحاد مع الأكسجين الموجود في الهواء؛ لتوليد الحرارة التي يمكن استخدامها لأغراض منزلية أو لغرض إنتاج البخار اللازم للمولدات المستخدمة في توليد الكهرباء. 

على الرغم من توفّر مخازن للوقود الأحفوريّ في الطبيعية واكتشاف مخازن جديدة بصورة مستمرة، إلا أنها تبقى مصادر محدودة غير مستدامة، وحتى الآن تشكل 80% من جميع مصادر الطاقة المستهلكة في البلدان الصناعية حول العالم. ولأن المكوّن الرئيسي للوقود الأحفوريّ هو غاز ثاني أكيد الكربون، فقد انعكس ذلك سلبياً على البيئة، وأدّى إلى ارتفاع نسبة co2 في الغلاف الجوي.

يُذكر أنّ سبب تسميتها بالوقود الأحفوري يعود إلى كونه ينتج عن بقايا المواد الكيميائية للنباتات والحيوانات الميتة التي حُرقت على مدى مئات ملايين السنين، وتحوّلت نتيجة الضغط والحرارة العالية إلى أشكال الوقود الأحفوريّ المختلفة والمستخدمة في توليد الطاقة على نطاق واسع. 

مزايا الوقود الأحفوري وعيوبه

ليس اتخاذ قرار الاستغناء عن الوقود الأحفوري مع التوجه العالمي إلى الطاقة الخضراء النظيفة بالسهولة التي يبدو عليها، ولا سيما مع استخدامه الواسع، والاعتماد عليه بصورة أساسية كمصدر للطاقة في جميع البلدان. 

تختلف الأصوات حول قرار التحوّل هذا بين مؤيد ومعارض؛ ونستعرض في هذه الفقرة عدداً من إيجابياته وسلبياته التي قد تجعل النظرة بشأنه أكثر وضوحاً.

المزايا

  • سهل التخزين والنقل: بخلاف الطاقات المتجدّدة، يمتاز الوقود الأحفوريّ بسهولة النقل الذي يتم إما عبر شبكة أنابيب الغاز الدولية أو عبر الناقلات، ويتسم أيضاً بسهولة التخزين لفترات غير محددة، تجعله متوفراً للاستخدام وقت الحاجة.
تخريين الطاقة الأحفورية ونقله عملية سهلة
  • رخيص: تتوفّر البنية التحتية للوقود الأحفوريّ، نتيجة استخدامه كمصدر للوقود على مدى قرون طويلة، ويترتّب على ذلك إمكانية استخدامه بكفاءة، وانخفاض أسعاره.
  • أكثر موثوقية من الطاقة المتجدّدة: لا يخضع الوقود الأحفوريّ بمصادره العديدة إلى العوامل البيئية التي لها تأثير كبير على مصادر الطاقة المتجدّدة، وتتسم بقابلية التحكّم فيها وإدراتها بشكل أفضل.

العيوب

  • ليس مصدراً طاقياً متجدداً: إذا لم يتم ترشيد استهلاكه، سينفد بسرعة. بحسب Worldmeters نفاد مصادر الوقود الأحفوري من المتوقع أن يكون للنفط في غضون 47 عاماً، وللغاز الطبيعي في غضون 52 عاماً، والفحم في غضون 133 عاماً.
  • ملوّث للبيئة: تتمثّل أكبر الانتقادات الموجّهة إلى الوقود الأحفوري في أنه يرفع من ظاهرة الاحتباس الحراريّ؛ بسبب غاز الكربون المكوّن الأساسي فيه، والذي يعدّ أحد غازات الدفيئة الرئيسة.
  • مصدر خطر في حال استعماله بطريقة غير مدروسة: يسبّب استخدام مصادر الوقود الأحفوريّ وقوع الكثير من الحوادث، فالغاز الطبيعي -على سبيل المثال- هو مصدر طاقي سريع الاشتعال.

كيف يمكن التقليل من استخدام الوقود الأحفوري؟

ارتبط اسم الوقود الأحفوري بمشكلات كثيرة تتعلق بالتلوّث، والاحتباس الحراري، وإطلاق غازات سامة في الجو؛ استدعى ذلك ظهور مطالبات بتخفيض استخدامه قدر الإمكان؛ للحد من هذه المشكلات أوالتخفيف منها قدر الإمكان.

ونلخص في هذه الفقرة أهم الطرق التي يمكن اتباعها للتقليل من معدلات استخدامه:

  • استخدم لمبات الإضاءة ليد.
  • إطفاء الأضواء عند مغادرة المكان لأكثر من 15 دقيقة.
  • إطفاء الأجهزة الكهربائية عند عدم الحاجة إليها.
  • شراء المواد والبضائع المصنعة من مواد مدورة.
  • إعادة تدوير النفايات.
  • العمل عن بعد.
  • تزوّد منزلك بالطاقة بتركيب الطاقة الشمسية.

ما هي بدائل الوقود الأحفوري

تتعدد البدائل التي يمكن استخدامها عوضاً عن الوقود الأحفوري إذا أراد العالم الحد من مشكلة الاحتباس الحراري، وتنحصر في: الطاقة المتجدّدة، والطاقة النووية، والطاقة الهيدروجينية، والكتلة الحيوية، والطاقة الحرارية. 

بدائل الوقود الأحفوري

تشهد هذه البدائل نمواً متسارعاً في الاستخدام تقدر ب 23.2 % من مصادر الطاقة المستخدمة لتوليدها في 2020، ولا سيما الطاقة المتولّدة من الشمس والرياح؛ لتعويض الحاجة من الطاقة اللازمة والقادمة من الفحم. ويشيع استخدام الطرق الهيدروجينية مؤخراً في تشغيل المركبات الثقيلة كالسفن والشاحنات وحتى الطائرات.

وتعرف هذه البدائل بالطاقة النظيفة على الرغم من أنّ بعضها أكثر نظافة من الأخرى. الطاقة النووية -على سبيل المثال- طاقةولكن خطيرة.

اقرأ أيضاً عن الطاقة الهيدروجينية بديلاً للوقود الأحفوري

كيف يؤثر استخدام الوقود الأحفوريّ على البيئة

تتعدّى أضرار الوقود الأحفوري لتشمل عدة نواحي؛ فآثاره تصل إلى البيئة، وصحة الإنسان، والمناخ، ونستعرض في هذه الفقرة بعض الانعكاسات التي تحصل نتيجة حرق الوقود الأحفوريّ.

تأثيرات استخدام الطاقة الأحفورية على المستوى البيئي

1- المستوى البيئي

  • التلوث المائي والهوائي: ينتج عن حرق الوقود الأحفوري كميات كبيرة من الغازات الخيّرة والسامة على البيئة والصحة في آن معاً، مثل: النتروجين وأحادي أكسيد الكربون وغيرها، والتي تتسبب قي الوقت ذاته بهطول الأمطار الحامضية التي تعود بالضرر على المحاصيل والحياة البرية. بمعنى آخر يتسبّب الوقود الأحفوري في تلويث الماء والهواء.
  • التلوث البلاستيكي: تُصنع ما يزيد عن 99% من المواد البلاستيكية من الوقود الأحفوري، وينتهي مصير الغالبية العظمى منها في المحيطات مهدداً الحياة المائية.

2- المستوى الصحي

يتسبّب الوقود الأحفوري في العديد من المشكلات الصحية، وفي مقدمتها الربو والسرطانات وغيرها من الأمراض. ويعزى إليه السبب في وفاة شخص من كل خمس وفيات على مستوى العالم.

3- المستوى المناخي

  • ارتفاع منسوب المياه: كان ارتفاع منسوب المياه نتيجة الاحتباس الحراري وارتفاع درجة الحرارة، إذ تسبب في تسارع معدل ذوبان الكتل الجليدية وارتفاع معدل منسوب المياه في المحيطات والبحار، مساهماً في ازدياد عدد الكوارث الطبيعية المائية كالفيضانات، على سبيل المثال.
  •  أحوال جوية قاسية: أدّى الاحتباس الحراري الحاصل نتيجة حرق الوقود الأحفوري إلى تزايد الحوادث المناخية القاسية، كالأعاصير والفيضانات وحالات الجفاف وحرائق الغابات، والتي تتزامن مع خسائر فادحة مادية وبشرية ضخمة.

لماذا يجب استبدال الوقود الأحفوري بمصادر الطاقة المتجدّدة؟

لم يعد التلوث والمشاكل الناتجة عن الوقود الأحفوري من المسائل التي يمكن تجاهلها، وهي تستدعي بالضرورة استبدالها بمصادر الطاقات البديلة كحل جدي وفعّال على المدى الطويل. فحتى عام 2018، وصلت قيمة الخسائر الصحية والاقتصادية على مستوى العالم ما يقارب 8 مليار دولار.

اقرأ أيضاً ما هي الطاقة غير المتجددة وهل يجب استبدالها بالطاقات المتجددة؟

يبقى السؤال: لماذا لا يتم التحوّل إلى الطاقات النظيفة المتجدّدة المتوفّرة في جميع البلدان بلا استثناء؟ بحسب الوكالة الوطنية للطاقة المتجدّدة بالإمكان توليد 80% من كهرباء العالم من الطاقات المتجدّدة بحلول عام 2050، ويعني ذلك تقليل الواردات وتنويع الاقتصاد المحليّ وعدم التأثر بتقلبات أسعار الوقود الأحفوريّ. تتصدر الشمس والرياح مقدمة البدائل للوقود الأحفوري حسب ما تُظهره الصورة أدناه

بدائل الطاقة الأحفورية بالتمثيل البياني

طرق التحوّل من الوقود الأحفوري الى الطاقة المتجدّدة 

يُنظر إلى الطاقة المتجددة كمفتاح للحل لجميع المشكلات التي وقعت نتيجة استخدام الوقود الأحفوريّ كمصدر طاقي لسنوات طويلة، وتتمّ بخصائص تجعلها خياراً مثالياً وفعالاً للحد منها، بالإضافة إلى خلق فرص جديدة على المستوى الاقتصاديّ والمجتمعيّ.

تتمثّل أهم 3 استراتيجيات لهذا الانتقال في ما يلي:

  • 1-تشجيع الاستثمارات في مجال كفاءة الطاقة. 
  • 2-توفير الظروف المواتية للاستغناء عن الوقود الأحفوري والتحوّل إلى الطاقات النظيفة.
  • 3-تحديد سعر الكربون.

ختاماً، ينتقل العالم تدريجياً إلى مستقبل أخضر للطاقة مع اتخاذ خطوات تدريجية ومدروسة لهذا الانتقال، على اعتبار أنّ الاستغناء الكامل عن الوقود الأحفوري في توليد الطاقة يعود بأضرار كثيرة ليست الدول على استعداد لمواجهتها. ما هي الخطوات التي تجد أنها ناجحة في هذا الشأن؟ وهل يعمل بلدك على هذا الأمر بشكل جدي؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

مصادر خارجية

WHAT IS FOSSIL FUEL ENERGY?

Fossil Fuel in Data