Search
Close this search box.
الحد من تلوُّث محطات الوقود الأحفوري

تسعى الدول إلى الحد من تلوث الوقود الأحفوري بالتحول الطاقي والانتقال إلى الطاقات المتجدّدة من خلال تطبيق خطة مدروسة لآلية الانتقال حتى تحقق الهدف المنشود

نستعرض في هذا المقال مصادر التلوث الرئيسة التي تسعى الدول إلى التصدي لها للوصول إلى حالة الحياد الكربوني الكامل، والاستراتيجيات والحلول التي اتبعتها، ثم أخيراً نطرح الدور الألماني مثالاً في عملية الانتقال إلى الطاقات المتجدّدة، والخطوات العملية التي اتخذتها بهذا الشأن، لتصل إلى نسبة 50% من الكهرباء النظيفة حتى الآن مع تأمين طاقي يعدّ من الأعلى في العالم

مصادر التلوث

تشترك جميع الملَّوثات في تأزّم المشكلات المناخية؛ لذلك تعمل الدول على وضع الخطط للتعامل معها، وسن القوانين التي تساعد على الانتقال الناجح إلى الطاقات المتجدّدة

 تُصنَّف الملوثات في أربع مجموعات رئيسة

مصادر التلوت متعددة

تلوث محطات الوقود الأحفوري

لأن عمليات الوقود الأحفوري تعود بأكثر من ثلث انبعاثات الميثان، فضبط محطات الوقود الأحفوري والحد من تلوثها هو عملية ممكنة وسهلة مع الالتزام بسيناريو صافي الانبعاثات الصفرية بحلول عام 2050

ولكن لسوء الحظ، لن تستطيع الدول -لا سيما الدول المتقدمة التي تعتمد صناعاتها على الوقود الأحفوري بصورة رئيسة- أن تقلل الميثان بنسبة 30% من الانبعاثات العالمية بحلول عام 2030 بحسب الاتفاقية، حتى لو اتخذت جميع الإجراءات الممكنة ما دام الفحم مصدراً مهماً لإمدادات الطاقة في جميع أنحاء العالم

يعني ذلك أن التحول إلى الوقود المحايد للكربون يشكل تحدياً مع الطلب المتزايد على الكهرباء وازدهار الصناعات. لكن في السياق ذاته، يتسبب هذا الاستهلاك الكبير في درجة تلوث مرتفعة ومشكلات صحية أكبر تستدعي تحسين تقنيات إدارة  الانبعاثات  في محطات توليد الطاقة

اقرأ أيضاً الوقود الأحفوري-بدائله وكيفية الاستغناء عنه 2022

استراتيجيات التخلُّص من الانبعاثات الغازية

على الرغم من الاهتمام المتزايد بالطاقة النظيفة، ما زال الوقود الأحفوري يمثل 80 % من استهلاك الطاقة العالمي، وينتج 75 % من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري إلى جانب الكلفة الباهظة لنظام الطاقة القائم على الوقود الأحفوري، نتيجة تقلُّب أسعار الوقود والاعتماد على استيراد هذه المصادر في معظم الحالات

فتلجأ الدول إلى التفكير في حلول واستراتيجيات للحد من هذه الانبعاثات، تتصدّرها استراتيجية الطاقات البديلة التي تنطوي على فوائد جمَّة منها توفير الفرص على مستوى المجتمعات والاقتصادات والشركات

نستعرض في هذه الفقرة أربع استراتيجيات رئيسة لتحقيق تحوُّل فعَّال من الوقود الأحفوري إلى الطاقات النظيفة

1- إلغاء دعم الوقود الأحفوري وتحديد سعر الكربون

انخفضت مؤخراً أشكال الدعم لإنتاج الوقود الأحفوري واستهلاكه، ومع ذلك ما تزال الميزانيات المخصصة له ضخمة. قد يكون تعديل الدعم إلى جانب تسعير الكربون واحدة من الاستراتيجيات الفعالة في هذا الشأن، وحتى مع غياب تسعير الكربون من جانب الحكومات، يمكن للشركات تطبيقه بصورة غير رسمية محاولةً منها في دفع عجلة الاستثمارات بعيداً عن الوقود الأحفوري

2- زيادة الاستثمار في كفاءة الطاقة

لا يجادل أحد في أن التمويل لتحسين كفاءة الطاقة في المباني يدعم النمو الاقتصادي، ولكن تحتاج الدول إلى تشجيع الاستثمارات. إذ يُظهر وضع معايير لكفاءة المباني والأجهزة، والاستفادة من الشراكات بين القطاعين العام والخاص نتائج إيجابية  في جميع أنحاء العالم

3- خلق الظروف للتخلص التدريجي من الفحم

لا يعدّ خلق تنوع اقتصادي قائم على الوقود الأحفوري بالسهولة ذاتها، مقارنةً بالطاقات المتجدّدة التي تستطيع توفير عدد كبير من فرص العمل وصلت 10.3 مليون موظف في شركات الطاقات المتجدّدة حتى عام 2017 

يمكن للشركات أن تلعب دوراً استباقياً كالذي تفعله شركة ENEL الإيطالية خلال انتقالها من الفحم إلى الطاقات المتجدّدة من خلال توفير فرص عمل في محطات الطاقة التي ستغلقها مثل بناء مراكز للطاقة المتجدّدة فيها

4- تحسين الوصول إلى الكهرباء النظيفة 

من المتوقع أن يزداد عدد المحرومين من الكهرباء بحلول عام 2030،  إلى جانب مشكلات أخرى تساعد الطاقات المتجدّدة وتوليد الكهرباء منها في معالجتها، وبالدرجة الأولى على الصعيد المنزلي. لذلك، فالانتقال من الطاقة البنية إلى الطاقة الخضراء هو الخيار الأمثل للمستقبل، إذ ينطوي على طيف واسع من الوظائف والمزايا يجعله ضرورة وليس مجرد خيار

ألمانيا نموذج في رحلة التخلص من الوقود الأحفوري

تضع ألمانيا هدفاً أن تكون بلداً محايداً لغازات الاحتباس الحراري بحلول عام 2045، وحددت من أجل ذلك خفض الانبعاثات 56% بحلول عام 2030 علماً أن ألمانيا من الدول القليلة التي حدّدت هدف الحياد المناخي في قانونها الوطني بحلول 2050

في عام 2020، انخفضت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في ألمانيا بنسبة 8.7 %، إذ كان إغلاق الكوفيد 19، والطقس المعتدل، وارتفاع أسعار ثاني أكسيد الكربون عوامل رئيسة في تمهيد الطريق أمام الانتقال إلى الطاقات النظيفة

كان من أهم الاستراتيجيات التي اتبعتها ألمانيا في خفض الانبعاثات نشر مصادر الطاقة المتجدّدة، وخفض معدلات الاستهلاك الطاقي، وإنهاء استخدام الوقود الأحفوري في جميع القطاعات الاقتصادية. ووضع خطط للتوسيع في مجال الطاقات المتجدّدة. إلى جانب ذلك، ضمّنت الحكومة الألمانية قانون الطاقة المتجدّدة المحدَّث EEG هدف إنتاج جميع الكهرباء المحلية والمستورة بتقنيات محايدة مناخياً بحلول 2050

كانت الطاقات المتجدّدة خيار ألمانيا الأمثل من أجل تحقيق أهدافها، ونجحت في توسيع مشاريع الطاقات المتجدّدة منذ عام 2000. في عام 2020 غطت الطاقات المتجدّدة أكثر من 46% من استهلاك البلاد من الطاقة، لترتفع  حصة مصادر الطاقة المتجدّدة من الرياح والشمس والكتلة الحيوية بالدرجة الأولى في إجمالي استهلاك الطاقة النهائي في البلاد إلى 19.6%

اقرأ أيضا دور ألمانيا في دعم الطاقات المتجددة في المنطقة العربية -2022

الخطوات العملية التي اتخذتها ألمانيا لخفض الوقود الأحفوري

ختاماً، إنّ الانتقال إلى الطاقات المتجدّدة ليس عملية سهلة، بل عملية مدروسة تحتاج إلى تخطيط من جوانب عدة اقتصادية ومالية وبيئية وجوانب أخرى. بعد قراءة المقال، ماذا تحتاج الدول -برأيك- لتحقيق عملية انتقال ناجحة؟

المصادر

German onshore wind power – output, business and perspectives

Renewable Energy

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *