Search
Close this search box.
الجدوى الاقتصادية للطاقة المتجددة

لم يمنع ارتفاع الأسعار وانتعاش الطلب على الوقود الأحفوري وظهور العديد من التحدّيات من الاهتمام في الطاقة المتجددة، والعمل للاستفادة منها، وتسريع عمليات الانتقال إلى الطاقات النظيفة، وبخاصة بعد معرفة أنّ كلفتها هي الأجدى والأرخص مقارنة بالوقود الأحفوريّ.

نستعرض في هذا المقال حقيقة جدوى الطاقات المتجدّدة على المستوى الاقتصادي، مع الإضاءة على أهم مصدرين متجدّدين اقتصاديين بالنسبة إلى منطقتنا العربية، والتركيز على الطاقة الشمسية، وتركيب منظومة الطاقة الشمسية.

تكاليف توليد الطاقة المتجددة 

بسبب تقلبات أسعار الوقود الأحفوري، باتت كلفة إنتاج الكهرباء التي تعدّ من أرخص أنواع الوقود الأحفوري، أعلى بنحو 4 إلى 6 أضعاف من نظيرتها باستخدام مصادر الطاقة المتجددة وفق  الوكالة الدولية للطاقات المتجدّدة، على اعتبار أن الطاقة المتولدة من الطاقة المتجدّدة في عام 2022 وفّرت ما يقارب 55 مليار دولار من الميزانية المقدّرة لتوليد الكهرباء النظيفة على مستوى العالم.

انخفضت كلفة الكهرباء من الطاقة الشمسية  بنسبة 88% بين 2010 و2021، وشهدت كلفة توليد الكهرباء من الرياح البرية في عام 2021 انخفاضاً بنسبة 15% مقارنة بعام 2020، أما توليد الكهرباء من مشروعات الرياح البحرية ومشروعات الطاقة الشمسية الكهروضوئية فانخفضت بنسبة 13% لكليهما، ومع ذلك تُحذِّر الوكالة من ارتفاع كلفة المعادن المستخدمة في تشييد مشاريع الطاقة المتجددة، ما قد ينعكس سلباً على كلفة الكهرباء المتولدة منها لاحقاً.

إذ تمتاز الطاقة المتجددة بأهميتها في المساهمة  في خفض الأسعار، بتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري على المدى الطويل والقصير، ومن المتوقع أن يشهد سوق الطاقات المتجدّدة نمواً عالمياً، وقد  تزايد الطلب على الوقود الأحفوري في الوقت ذاته خلال 2022 و2023.

سجّلت الطاقة المتجدّدة زيادةً ملحوظةً في 2021 وصلت إلى نسبة 6% أي ما يعادل 295 جيجاوات، ما يعني  تحسين قدرتها التنافسية بسبب الزيادات المستمرة لأسعار الغاز الطبيعي والفحم.  ومع ذلك من المتوقع أن تظل تكاليف الطاقة الشمسية الكهروضوئية وطاقة الرياح أعلى في عامي 2022 و 2023 ؛ بسبب ارتفاع أسعار السلع وتكاليف الشحن.

من المتوقع أن تتجاوز كمية الكهرباء المولدة من الطاقة المتجدّدة نسبة  8٪ في عام 2022، لتصل إلى ما يقرب من 320 جيجاوات. من ناحية أخرى، يرافق ازدياد التحديات ازدياد الاهتمام بأمن الطاقة، تسريع كفاءة الطاقة، وتعزيز مفهوم الطاقات المتجدّدة. أيا كانت الكلفة، تعدّ الألواح الشمسية استثماراً فعالاً من حيث الكلفة على المدى الطويل، إذ لا يقتصر الأمر على خفض فواتير الكهرباء، بل يعني أيضاً حصولك الدائم على الطاقة؛ لأنّ اعتمادك قائمٌ على مصدر نظيف ومتجدّد.

التوقعات لمصادر الطاقة المتجددة في المستقبل

شهدت الفترة بين 2010-2021 انخفاضاً ملحوظاً في كلفة الكهرباء المتولدة من الطاقات المتجدّدة؛ بسبب الوفرة في المصادر، وانتشار سلاسل التوريد المتنافسة، ما ساعد في دخول مصادرها ساحة المنافسة بقوة مع الوقود الأحفوري من حيث الكلفة والأهمية،  وأصبح خياراً بديلاً فاعلاً في معالجة أزمات الطاقة والمناخ على مستوى العالم؛ فقد سُجّل في عام 2021 أن ما يقرب من 163 جيجا وات من الطاقة المتجددة، ما عدا الطاقة الجوفية والحيوية كان ذا كلفة أقل من خيارات الطاقة الأخرى القائمة على الوقود الأحفوري على مستوى العالم.

ومن المتوقع أن تنخفض كلفة الطاقات المتجدّدة بمرور الوقت، ومع ارتفاع أسعار الوقود الأحفوري يزداد دور مصادر الطاقة المتجدّدة في  تقليل تكاليف الاستيراد الأحفوري ومتوسط تكاليف النظام الكهربائي، وتقليل الآثار الضارة لارتفاع أسعار الكهرباء على المستهلكين والصناعة. 

مقارنة بين أسعار الطاقة المتجددة والوقود الأحفوري

استمرّت تكاليف مصادر الطاقة المتجددة في الانخفاض في بعض الدول العربية  في عام 2021، حيث لم تظهر تحديات سلسلة التوريد وارتفاع أسعار السلع تأثيراً يُذكر على مشاريع الطاقة المتجدّدة المنفذة، وانخفضت كلفة الكهرباء من الرياح البرية بنسبة 15٪ والرياح البحرية بنسبة 13٪ والطاقة الشمسية الكهروضوئية بنسبة 13٪ مقارنة بعام 2020.

اقرأ أيضاً طاقة الرياح في الأردن والعالم العربي (2022)

تحقّق الاستثمارات في مشاريع مصادر الطاقة المتجددة أرباحاً ضخمة في عام 2022 وفق إحصائيات IRENA. تبين أنّ 109 جيجا وات في 2021 كانت كلفتها أقلّ من أرخص شكل من أشكال الوقود الأحفوري.. في الوقت نفسه، تدهورت قدرة الوقود الأحفوري التنافسية مع ارتفاع أسعاره في عامي 2021 و2022، ما يعني أن مصادر الطاقة المتجدّدة ولا سيما الشمس والرياح ستبرز بشكل أكبر، وسيزداد الطلب عليها.

اقرأ أيضاً الاستثمارات في الطاقة المتجددة في المنطقة العربية 2022

الطاقة الشمسية هي الأفضل للوطن العربي

ينعكس تبنِّي الطاقات المتجددة على ناحيتين رئيستين:  تقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، وخفض التلوث ومن ناحية أخرى تحقيق الأمان الطاقي والتوفير على المدى الطويل.

وبسبب غنى المنطقة العربية بطاقة الشمس، تتصدّر طاقة الشمس المرتبة الأولى من حيث إنها مصدر اقتصادي، حيث تكشف دراسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عن تعرّض منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى شعاع شمسي تتراوح قدرته الإنتاجية بين 4 و8 كيلو وات في الساعة للمتر المربع، ما يسوّغ الإقبال الكبير على تركيب المنظومات الشمسية للمنازل التي سنتحدث عليها في الفقرة التالية. 

وبسبب غنى المنطقة العربية بطاقة الشمس، تتصدّر طاقة الشمس المرتبة الأولى من حيث إنها مصدر اقتصادي، حيث تكشف دراسة لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة عن تعرّض منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا إلى شعاع شمسي تتراوح قدرته الإنتاجية بين 4 و8 كيلو وات في الساعة للمتر المربع، ما يسوّغ الإقبال الكبير على تركيب المنظومات الشمسية للمنازل التي سنتحدث عليها في الفقرة التالية. 

اقرأ أيضاً تطبيقات الطاقة الشمسية في الأردن والعالم العربي

منظومة الطاقة الشمسية للمنازل

تعود أنظمة الطاقة الشمسية بالفائدة على الناحية الاقتصادية على المدى الطويل، على الرغم من كلفتها الأوليّة الباهظة، إذ تتولى شركة الطاقة الشمسية تقييم حاجة المنزل من الطاقة وتصميم المنزل، ثم اختيار النظام المناسب والحصول على الموافقات المطلوبة، ثم أخيراً تثبيت النظام وإجراء عمليات الفحص للتأكد من سلامة تنفيذ العملية.

منظومة الطاقة الشمسية للمنازل

ما عدد الألواح الشمسية التي أحتاجها ؟

يتحدّد عدد الألواح الشمسية اللازم تركيبها في ضوء عدة عوامل، مثل: حجم المنزل، وكمية ضوء الشمس اليومي، والأهم هو الاحتياج للطاقة. فمثلاً، لو كان استهلاكك اليومي من الكهرباء يصل إلى 50 كيلو وات في الساعة، فستحتاج إلى 50 لوحاً شمسياً.

العوامل التي تحدّد تكاليف الألواح الشمسية

تتدخل في التكلفة الإجمالية للألواح الشمسية عوامل عديدة. 

تحقّق منطقتنا العربية نجاحاً في زيادة حصة الطاقة المتجددة في مزيج الاستهلاك الطاقي والتحرر التدريجي من الوقوع تحت انعكاسات تقلبات أسعار الوقود الأحفوري، وقد تصدّرت مصر بقدرة توليد الكهرباء من الطاقات النظيفة 20% بنهاية عام 2021.

ختاماً، تزداد أهمية الانتقال إلى الطاقات المتجدّدة مع تسارع أزمة الطاقة العالمية التي أدّت إلى تسارع عجلة الانتقال إلى الطاقة النظيفة وتوليد الكهرباء من الطاقات المتجدّدة. ولكن الكلفة -سواء الإنتاجية أو الاستهلاكية- تبقى ركيزة أساسية في سرعة انتشارها، التي تُنبئ العديد من الدراسات من تزايد قدرتها التنافسية مع الوقود الأحفوري بمرور الوقت. فهل تتفق عزيزي القارئ مع هذه التوقعات؟ شاركنا رأيك في التعليقات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *